يجتمع اليوم مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري.. الاجتماع برئاسة المملكة الأردنية الهاشمية، والموضوع، غزة فك التجويع ووقف اطلاق النار، وقد دعت فلسطين الى الاجتماع الذي قدم مطالب محدودة في وجه الخطة الاسرائيلية بإعادة احتلال قطاع غزة وسط حرب الابادة المعلنة وأشكالها المختلفة، التي أصبح أبرزها حرب التجويع والتي أصبحت صناعة اسرائيلية مبرمجة بامتياز.

مع انعقاد اجتماع الجامعة العربية، ينعقد أيضاً في نيويورك، أيضاً اجتماع مجلس الأمن الدولي في اجتماع بشأن خطة اسرائيلية للسيطرة على غزة والتي يسميها نتنياهو تحرير غزة ليهرب من كلمة احتلال وتبعاتها الدولية.

ما زال العالم مشدوها يفغر فمه على وقع التصريحات والخطط الاسرائيلية، التي راى فيها الأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريش، تصعيدا خطيرا، لأنه يفضي الى عمليات مزيد من النزوح القسري والقتل والدمار الشامل، الذي يزيد من معاناة الغزيين القاسية

اسرائيل ماضية في خططها، ومن أمن العقوبة ارتكب الخطأ، فلا أحد يوقف اسرائيل أو يواجهها، بردع أو عقوبة تجعلها تتوقف وهي تستطيع حتى الان ان تهضم كل الإجراءات الدولية التي اتخذت وأن تضعها في (الخرج) كما يقولون.

الخطة الاسرائيلية تشكل الآن عامل ضغط على حماس، تريد منها اسرائيل تخويف حماس وجرها الى التنازل على طاولة المفاوضات، والاَ نفذت الخطة التي قدر القادة العسكريون الاسرائيليون الذين اجتمعوا مع نتنياهو لمس الاول فداحة خسائرها حين اشتبكوا في حوار ساخن من قبضات الأيدي المرفوعة لعشر ساعات.

استعد نتنياهو ان يبقى الباب موارباً بانتظار أن تطرقه حماس لتقول نعم، ولذا رهن التنفيذ لاحتلال غزة بالقول (ما لم يحدث تطورات في المفاوضات)،

نتنياهو يواصل لعبة عض الأصابع، امام حصار الداخل الاسرائيلي وأمام تصعيده وأمام ضغط دولي ما زال يطنشه، لأن الولايات المتحدة تريد لهذا الضغط أن يفشل وأن تكون اسرائيل في برد وسلام منه، حتى تنجز مهمتها بمزيد من شراء الوقت، حيث يسعى المبعوث الأمريكي بدكوف، في ذلك وبيع بضاعة الوهم وسط تهديد ترتفع فيه نبرة الولايات الأمريكية فوق النبرة الاسرائيلية كما يتحدث وزير الخارجية الامريكي، ماركو روبيو، والسفير الامريكي في إسرائيل كما لو كانوا موظفين في الخارجية الاسرائيلية.

الخطة الاسرائيلية كما كشف عنها وتسربت، يقدر انها تمتد لنصف عام، وقد ارتبط الكشف عنها بجدول زمني يبدأ خلال أسبوعين باخلاء تدريجي لسكان مدينة غزة الى منطقة المواصي حيث الجيتو الذي تقيمه اسرائيل وحيث المحتشدات التي ستحيطها اسرائيل باسلاك وحراسات تحشر فيها الغزيين وتطلق النار على من يتحرك دخولاً أو خروجاً بعد أن تكون قد أحكمت عليهم الاغلاق، وهي تقدر العدد الذي سيحشر في هذا الغيتو ب 800 ألف غزي، وعملية الطرد القسري الى هذا الموقع تستغرق حسب المصدر 45 يوماً، وهذا يستدعي من اسرائيل استدعاء الاحتياطي في الجيش لانفاذه وفي مقدمة ذلك الفرقة 146، ونشر قوات الفرقة 98 ايضا، وحشد ما يصل الى 6 فرق عسكرية لزوم العملية، ويتوقع المصدر ان يكون ذلك يوم 25 / 10 / 2025، هو يوم نهاية الحشد.

مع استمرار الاخلاء في عملية تستغرق 6 أشهر، ما لم تحدث تطورات، وتكرار عبارة ما لم تحدث تطورات، تشير الى أن العملية تستهدف الضغط على المقاومة في الدرجة الأولى، وايضا بالمقابل اذا أردنا ان لا نغفل العوامل الداخلية الاسرائيلية المتصاعدة، أن تقول ما لم يحدث لنتنياهو وحكومته من داخل اسرائيل من تغيي ات في الخطة الاسرائيلية.

العسكريون الاسرائيليون الكبار في مختلف المواقع والرتب الذين احتجوا على نتنياهو، لم يحتجوا على مبدأ الحرب أو العمل العسكري، وانما على اخراج العملية على طريقة نتنياهو لاعتقادهم بكلفتها الداخلية والخارجية ووقوف العالم لمعارضتها. المؤتمرات والشجب لا تحدث طحناً حتى الآن وغزة تحتاج الى الطحين قبل حل الدولتين.

لا بد من اعادة الأمل للمجوعين في غزة، وأنا اعتقد أن تنفيذ إنزال المظلات التي تلقي بالمساعدات من سماء غزة والتي يقودها الأردن، تبقى خيط الامل والحبل السري مع الامة، رغم قلة هذه المساعدات، في المحصلة كما قال جلالة الملك، وعدم الاستغناء بها عن المساعدات البرية وادخال الشاحنات وما يلزم لانقاذ غزة، وهذا يحتاج الى إرادة دولية وعربية ووضع الكرة في الملعب الاسرائيلي وهو ما سيحدث رغم أن الوقت من دم.

وحال الغزيين يقول، من لم يمت بالرصاص مات بالتجويع، والموت في غزة ليس سيان ليقال، من لم يمت بالسيف مات يغيره، تعددت الأسباب والموت واحد.

الموت بالتجويع هو العذاب الاكبر الذي لا يجوز للبشرية أن تقبله وهو ليس بحاجة الى الوصف طالما بقيت الكاميرات تبث ابادة التجويع على الهواء مباشرة