ارتفاع درجات الحرارة يزيد معدلات تلوث الهواء (رويترز)
حذَّرت دراسة أميركية من أن مخاطر موجات الحر لا تقتصر على ارتفاع درجات الحرارة فحسب؛ بل تؤدي أيضاً إلى زيادة مقلقة في مستويات تلوث الهواء.
وأوصى الباحثون من جامعة تكساس بمجموعة من الإجراءات الوقائية لتقليل التعرض لهذه الملوثات خلال فترات الحرارة الشديدة، وعُرضت النتائج، الاثنين، خلال مؤتمر الجمعية الكيميائية الأميركية المنعقد في واشنطن العاصمة، بين 17 و21 أغسطس (آب) الجاري.
وحسب بيانات وزارة الصحة في ولاية تكساس، سُجِّل في عام 2023 أكثر من 300 حالة وفاة بسبب موجات الحر، وهو العدد الأعلى منذ بدء رصد هذه الوفيات عام 1989، غير أن الفريق البحثي خلص إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في تلوث الهواء الناجم عن التفاعلات الكيميائية التي تتسارع مع ارتفاع درجات الحرارة.
وانطلقت الدراسة خلال موجة الحر التي اجتاحت تكساس في أغسطس 2024؛ حيث جمع الباحثون عينات هواء على مدار شهر كامل في مدينة كوليج ستيشن، وسط درجات حرارة تراوحت بين 32 و41 مئوية. وتميزت هذه الفترة بخلو المنطقة من حرائق الغابات، ما سمح بعزل تأثير الحرارة وحدها على جودة الهواء.
وحلل الفريق عينات الهواء لرصد أبرز الملوثات المؤثرة على الصحة العامة، مثل أكاسيد النيتروجين والأوزون والمركبات العضوية المتطايرة (VOCs) والجسيمات النانوية، باستخدام أجهزة عالية الحساسية، من بينها جهاز متطور وصفه الباحثون بأنه “أنف فائق الحساسية يشم المركبات العضوية المتطايرة ويحددها لحظياً”.
وأظهرت النتائج مستويات مرتفعة من الأوزون والمركبات العضوية المؤكسدة والجسيمات الغنية بالأحماض، جميعها ازدادت مع ارتفاع درجات الحرارة. كذلك تبيَّن أن الأشجار تطلق كميات أكبر من المركبات العضوية الطبيعية، مثل الإيزوبرين، خلال موجات الحر.
ورغم أن هذه الانبعاثات طبيعية وغير ضارة بذاتها، فإن تفاعلها مع الملوثات الصناعية وانبعاثات المركبات في ظل أشعة الشمس القوية يؤدي إلى تكوّن أوزون ضار وجسيمات دقيقة تهدد الصحة، وتزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز التنفسي؛ خصوصاً بين الفئات الأكثر هشاشة، مثل الأطفال وكبار السن.
وللحد من التعرض للتلوث الهوائي خلال موجات الحر، أوصى الباحثون باتباع 4 خطوات وقائية أساسية:
أولاً: البقاء في المنازل خلال ساعات الذروة بين الظهر والرابعة عصراً، حين تكون الحرارة والأوزون في أعلى مستوياتهما.
ثانياً: تجنب ممارسة الرياضة أو التنقل قرب الطرق السريعة والمناطق المزدحمة في هذه الأوقات.
ثالثاً: مراقبة مؤشر جودة الهواء المحلي بانتظام، وتعديل الأنشطة الخارجية وفق مستوياته.
رابعاً: إبقاء النوافذ مغلقة خلال ساعات الذروة، للحد من دخول الهواء الملوث إلى المنازل.
وأكد الباحثون أن هذه الإجراءات تمثل حماية مؤقتة على المستوى الفردي، ولكن الحل الجذري يتطلب تعزيز فهم تأثير التغير المناخي على كيمياء الغلاف الجوي، وتطوير أنظمة إنذار مبكر، إلى جانب تبني سياسات صارمة للحد من الانبعاثات لحماية الصحة العامة في عالم يزداد سخونة.
Recommended for you
مدينة المعارض تنجز نحو 80% من استعداداتها لانطلاق معرض دمشق الدولي
طالب الرفاعى يؤرخ لتراث الفن الكويتى فى "دوخى.. تقاسيم الصَبا"
تقديم طلبات القبول الموحد الثلاثاء و640 طالبا سيتم قبولهم في الطب
انجذاب من أول نظرة.. كريم عبد العزيز وهايدي: حب بدأ بتجمع عائلي وزواج 20 عاما
وزير الطاقة والمياه الأفغاني للجزيرة نت: بأموالنا نبني السدود ونواجه الجفاف
الجغبير: القطاع الصناعي يقود النمو الاقتصادي