دعنا نفترض جدلًا أن مصر قررت في لحظة ما أن تترك القضية الفلسطينية، وتنسحب من دعمها، وتجمد دورها في التفاعل مع كافة أشكال الدعم، فمن هي الدولة التالية المؤهلة للقيام بدور مصر في هذه المرحلة؟!، بالطبع سيخرج المتخيلون قائلين أسماء دولٍ، بعضها له كل التقدير والاحترام، والبعض وفق المعطيات غير مؤهل إطلاقًا، والمسافة بين مصر والدول التي سيتم ترشيحها للقيام بذلك الدور بعيدة للغاية، خاصة أن مصر دولة تتصف دوليًا بعدم الانحياز، ولها سياسة متجردة شريفة لا يمكن إنكارها، وهى صفات لا يمكن صناعتها أو زعم امتلاكها.
الصفات المتجذرة في القيم المصرية، قائم عليها في تلك الفترة رئيس عظيم، اختارته الأقدار أن يكون رئيسا لمصر في تلك المرحلة من التاريخ، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسى، الذى يمكن أن نقول عنه وبكل ثقة وأمانة أن الله أراد لمصر أن يقودها الرئيس السيسى في تلك الفترة، ليس الأمر متعلقا بالإخوان وبـ 30 يونيو، لكن بمواجهة مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وهى مساحة لن نقول فيها ” لو” كان غيره، فمنبع ثقتنا هو تدرج تاريخ الرئيس السيسى في الجيش وفى رئاسة مصر، الذى يمكن الاستنباط منه، أنه كان يُعد بفضل الله والأقدار أن يكون موجودا بصفاته كافة، حتى يستطيع أن يجهز على أحلام الجانب الآخر، وهو الجانب الذى لا يدرك إطلاقا أن هندسة إسرائيل سياسيا أسهل من هندسة الشرق الأوسط التي يتغنى بها النتنياهو.
إذاً نحن أمام مفارقة غريبة للغاية، فمصر التي تقوم بدور عظيم دعمًا للقضية الفلسطينية، ووقوفًا ضد تصفية القضية، وتقوم بذلك بكل الأشكال المتاحة والممكنة، بل يمكن القول إن مصر تقوم بكل الأدوار مجتمعة، وقد تتقاطع مع دولة أو أخرى في نقاط بعينها، لكن لا تقوم أي دولة بكل الأدوار مثلما تقوم مصر حاليًا، فهي المستضيف للمساعدات، وهذا أمر متفرد لها في حد ذاته، وكذلك تتشارك مع الأشقاء القطريين في ملف التفاوض، كما تعمل مصر سياسيًا ودبلوماسيًا وإعلاميًا لدعم القضية بكافة الأشكال، كما أن شعب مصر يتفرد بتفاعله اللحظي مع كل ما يحدث في فلسطين، وبالتالي تمثل مصر المناخ والمجال العام الداعم لفلسطين وأهلها، ولا يستطيع غيرها القيام بذلك الدور، فهى مصر الكبرى، التي يجب أن ينتبه إليها أتباع الوظيفة الصهيونية.
وفى ظل قيامها بكل الأدوار، تقوم السفارات والقنصليات المصرية بذلك الدور أيضا، وتلك الأماكن وغيرها تمثل اسم جمهورية مصر العربية، والدفاع عنها هو دفاعٌ عن البلد، وهو دفاع مضاعف ومركب في تلك الآونة، فأنت خارج مصر قد تشغلك أشكال الحياة العصرية، والتي تبعدك عن الدولة ودواخلها، فإذا كان لديك الحس الوطني، للدرجة التي تدفعك للدفاع عن سفارة بلدك، فقد قمت بجهد مضاعف، وأديت عملاً عظيمًا يجب أن تفخر به، ولا يجب أن يحاصرك إطلاقًا أتباع الفكر الإسرائيلي، ومن يتشاركون مع الإسرائيليين وجهة نظرهم، وهو الأمر الذى يعرفه المصريون جيدا، فهناك فرق بين أتباع صهيون، وأبناء الوطن.
والمفارقة واضحة أمام الجميع، فهناك مظاهرات في تل أبيب، تعلم يقينًا أن نتنياهو وجماعته هم المسئولون عن الحرب، بينما يقف نتنياهو وأتباعه مؤيدين وقوف المظاهرات أمام السفارات المصرية، وهذا ليس استنتاجًا فقد كذب نتنياهو نفسه علينا في أكثر من مناسبة قائلاً إنهم غير مسئولين عن دخول المساعدات، وقالها ممثل إسرائيل في محكمة العدل الدولية، وكلها مسارات واضحة تؤكد أن من يذهب للتظاهر ضد السفارة المصرية في أي مكان، هو شريك لنتنياهو في قتل أهل فلسطين، وممارس مشارك للإبادة الجماعية التي تجري في قطاع غزة.
Recommended for you
مدينة المعارض تنجز نحو 80% من استعداداتها لانطلاق معرض دمشق الدولي
تقديم طلبات القبول الموحد الثلاثاء و640 طالبا سيتم قبولهم في الطب
طالب الرفاعى يؤرخ لتراث الفن الكويتى فى "دوخى.. تقاسيم الصَبا"
انجذاب من أول نظرة.. كريم عبد العزيز وهايدي: حب بدأ بتجمع عائلي وزواج 20 عاما
وزير الطاقة والمياه الأفغاني للجزيرة نت: بأموالنا نبني السدود ونواجه الجفاف
الجغبير: القطاع الصناعي يقود النمو الاقتصادي