سقوط مدو للمجتمع الدولي برمته في “امتحان غزة”، بسبب تغاضيه عن الجرائم التي ترتكبها الحكومة الاسرائيلية المتطرفة، بحق الشعب الفلسطيني الاعزل في غزة، الذي يئن منذ ما يقارب على عامين تحت وطاة حرب شعواء مستعرة أكلت الاخضر واليابس، واتت على كل مقومات الحياة فيه، واعادت سكانه الى الحياة البدائية، وسط ظروف مأساوية لم يشهد لها من قبل مثيل.

كل نداءات شعوب العالم المنددة بالجرائم التي ترتكب في غزة لم تجد لها صدى، وكل مشاهد القتل والتشريد والتجويع والدمار الهائل التي نشاهدها في بث حي مباشر على وسائل الاعلام لم تحرك الضمير الانساني في العالم، بل كلما زاد التنديد العالمي امعن الاحتلال بحرب الابادة والتطهير العرقي للاهل في القطاع، في تحد واضح للجميع، حتى اصبحت غزة اليوم على مرأى كل العالم منطقة منكوبة غير قابلة للحياة، فلا ماوى ولا طعام ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء.

ضرية جديدة قاسية يوجهها الاحتلال للمجتمع الدولي، تمثل في اعلان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر “الكابينت”، عن جريمة أخرى كاملة الاركان، تضاف الى سجل الجرائم التي ترتكبها الحكومة المتطرفة بحق فلسطين “القضية” والشعب، تحت ما يسمي بـ” خطة غزة ” التي تقضي بتوسيع السيطرة العسكرية على القطاع تمهيدا لاحتلالها بالكامل وتشريد سكانها.

“خطة غزة” تؤكد على حقيقة اصبحت ثابتة، الا وهي أن الحكومة الأسرائيلية ماضية في تحد المجتمع الدولي، وضاربة بعرض الحائط القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، والقرارات الأممية وقرارات الشرعية الدولية، وتؤكد ايضا أن هذا الكيان لا يعرف الا لغة القوة والسلاح، ولا يريد الامن ولا السلام، وسيمضي في حرب الابادة والتجويع من دون رقيب أو حسيب.

هذا النهج العدواني للاحتلال، اذا ما وضع له حد واستمر سيكون له عواقب وخيمة و كلف باهظة على الامن والسلم الدوليين سيدفع ثمنها الجميع. وستفقد شعوب العالم ثقتها في المجتمع الدولي وقوانيه وقراراته، وهي ترى بأم عينها شعب مدني اعزل يقتل ويجوع ويشرد وينكل به على مرأى الجميع في وضع النهار.

الأردن الذي عبر عن رفضه القاطع وادانته الشديدة لهذه الخطة، التي من شأنها تقويض كل الجهود التي تبذل لوقف الحرب على غزة، وادخال المزيد من المساعدات الى القطاع المنكوب، لانهاء المعاناة الانسانية التي يعيشها أهله، أكد ان سيبقي الى جانب الفلسطينيين، حتى يستعيدوا حقوقهم ويقيموا دولتهم المستقلة على ترابهم الوطني طال الزمان أو قصر.

المطلوب اليوم من المجتمع الدولي، أن ينهض من سباته، ويتحمل مسؤلياته القانونية والأنسانية والأخلاقية، أن يمارس صلاحياته ويستخدم كل اداوته للحيلولة دون تنفيذ هذه الخطة التي اذا كتب له النجاح سيكون لها ارتدادت كارثية داخل فلسطين وخارجها..