الحديث عن فترة الانتقالات في البطولة الجزائرية، غالبا ما تشهد عناوين تتصدر المشهد الكروي في الجزائرية، بإيجابيات ضئيلة كاستقدام لاعبين مميزين رغم قلتهم، لكن المؤسف من كل هذا هو تحول “الميركاتو” إلى سوق لا يلتزم أي منطق كروي، ويخضع في العديد من المرات للفكر الأحادي، خاصة لدى رؤساء الأندية الذين معظمهم عبث بالفكر الصحيح في منطق الكرة، وجرته أهواءه لتنفيذ قرارات، تتنافى مع الاحترافية التي يتغنى بها الجميع.
فوضى الانتدابات، ليست السبب الرئيسي في ما آل إليه وضع كرة القدم الجزائرية، بل هو نتيجة لعدة نقائص، ومشاريع ليس لها طريق واضح، فجل الأندية بالجزائر سواء في المحترف الأول أم الثاني هواة، لا تحوز “أساسيات” نادي كرة قدم، فمنصب المدير الرياضي، أو المناجير العام في فريق أصبح مجرد خانة لإعطاء صورة فقط عن تنظيم الأمور، لكن الحقيقة المرة، الدور الذي يشغله هؤلاء.. فهل حقيقة مهامهم داخل الفرق، فالمنصب الأهم في اتخاذ القرار أضحى منصبا ثانويا للتطبيق فقط، وهو ما يتجلي علانية في فترة الانتقالات الشتوية بدرجة أقل، والصيفية التي تظهر فيها كل معاني السوق، إلا المهنية الكروية.
الظواهر الغريبة مازالت متواصلة، واستقدام اللاعبين قبل المدرب أصبح علامة مسجلة باسم الفرق الجزائرية إلا القليل منها، التي يقودها مدربون لهم باع واسم في الكرة، أين تكون الكلمة الأولى والأخيرة للطاقم الفني في تحديد التشكيلة، غير أن الأندية الأخرى تطل علينا يوميا بأخبار تجعل المتتبع لكرة القدم الجزائرية يفقد الأمل في تطور الكرة المحلية، فمدربون يقدمون الاستقالة حتى قبل الانطلاق في التحضيرات، منهم من رفض العمل مع التشكيلة التي وضعتها الإدارة، ومنهم من لم يقتنع بمشروع الفرق، دون نسيان الجانب المادي الذي يحدد مستقبل معظمهم دون الاهتمام لا بالتوقيت، ولا بالأهداف ولا بقرب انطلاق البطولة من عدمها.
بين استقالة المدربين قبل البداية، التي أضحت عادة في الكرة المحلية، ظهر مشكل آخر لم يكن له اهتمام في السابق، لكن في الميركاتو الحالي، بدا واضحا للمتتبعين، وهو الاستغناء عن لاعبين في آخر أنفاس مرحلة الانتقالات، خاصة اللاعبين الشباب، دون الأخذ بعين الاعتبار مستقبلهم الكروي، فهناك أندية دخلت معسكراتها بأكثر من 34 لاعبا، ولأزيد من أسبوعين، دون الإمضاء لهم على عقود، لتجد إدارة النادي نفسها مجبرة على تسريح الثلث خلال الساعات الأخيرة من الميركاتو، ويجد اللاعبون أنفسهم في بطالة، وهو ما يحدث فعلا في أندية الثاني هواة هذا الموسم.
الكم الهائل من اللاعبين في الفرق خلال فترة التحضيرات، يقودنا للتساؤل حول السبب الذي يدفع بالأندية لوضع نفسها في هذه الحالة، غير أن التعمق في الأمر سيجيبنا عن التساؤلات، فتجد الإدارة تقوم بانتداب لاعبين، ثم استقدام المدرب الذي يقوم هو الآخر باستقدام الأسماء التي يضع فيها الثقة، لينشأ صراع داخلي بين الثنائي، حول الأجدر في حمل قميص النادي في الموسم الكروي، وفي بعض الأحيان، تصل الصدامات حد استقالة المدرب أو إقالته من منصبه دون مراعاة بداية البطولة أو غيرها.
قوانين الاتحاد الجزائري لكرة القدم في تسقيف الأجور، وتحديد الكتل الشهرية، كان لابد من أن يشمل بعض القرارات التي ستضبط الأمور ولو قليلا، فالحلول موجودة للحد من هذه الظاهرة، فيمكن أن تفرض الاتحادية على الأندية، مثلا، تسجيل اللاعبين قبل الدخول إلى تربص، فمن غير المعقول تواجد لاعبين في تربص دون أي عقد يحميهم، في حال تعرضهم لإصابة ثم يتم الاستغناء عنهم بسهولة، فوجب دراسة هذه الوضعية والضرب بيد من حديد من أجل الحد منها، دون نسيان قضية مغادرة المدربين قبل بداية البطولة، التي وجب دراستها بشكل أعمق، ولم لا خصم النقاط في حال أقالت الأندية مدربيها قبل بداية الموسم، ما يجعل رؤساء الأندية يفكرون مليا قبل تحديد الطاقم الفني، الذي سيقود فرقهم في البطولة.
تسيب واضح وصراعات بين رؤساء، مدربين ومناجرة، جعل من فترة الانتقالات الأسوأ في الكرة الجزائرية، والخاسر الأكبر هو اللاعب الذي لديه الإمكانيات الكبيرة، لكن يفتقد أحد العناصر التي تتحكم في الكرة المحلية، ما يجعلنا نؤجل الآمال في رؤية مستوى يليق بتاريخ الجزائر، وبحقيقة ما تمتلكه ملاعب الجمهورية من مواهب تستطيع صنع المجد، لكنها اصطدمت بجهل بعض الرؤساء أو شخصية بعض المدربين وجشع وكلاء اللاعبين.
Recommended for you
مدينة المعارض تنجز نحو 80% من استعداداتها لانطلاق معرض دمشق الدولي
تقديم طلبات القبول الموحد الثلاثاء و640 طالبا سيتم قبولهم في الطب
طالب الرفاعى يؤرخ لتراث الفن الكويتى فى "دوخى.. تقاسيم الصَبا"
انجذاب من أول نظرة.. كريم عبد العزيز وهايدي: حب بدأ بتجمع عائلي وزواج 20 عاما
الجغبير: القطاع الصناعي يقود النمو الاقتصادي
وزير الطاقة والمياه الأفغاني للجزيرة نت: بأموالنا نبني السدود ونواجه الجفاف