النجم الألماني فلوريان فيرتز. (أ ف ب)
صفعتان مزدوجتان تعرّض لهما نادي بايرن ميونيخ الألماني: “جوهرة باير ليفركوزن” فلوريان فيرتز فضّل ليفربول على الانتقال إلى “العملاق البافاري”، والمهاجم الصاعد نيك فولتماده قرّر مغادرة “بوندسليغا” متجهاً إلى نيوكاسل يونايتد.
صفقتان كانتا ستثريان صفوف بايرن وتعيدان للألمان شيئاً من الهيمنة على مستقبل المواهب، إلا أنّ المطاف انتهى بهما في الدوري الإنكليزي الممتاز.
صفقتان أثارتا سؤالاً بديهياً: لماذا باتت المواهب الألمانية ترى في الـ”بريميرليغ” مستقبلها؟
برّر فيرتز خياره بالقول إنه اختار “الطريق الأصعب” بحثاً عن التطوير الحقيقي. في ليفربول قد يعيش في بيئة تعتمد على الضغط العالي والسرعة، حيث لا مكان للراحة، وكل مباراة اختبار للنضج. بالنسبة إلى شاب في سنه، هذا الاختبار القاسي قد يحوّله من نجم محلي إلى نجم عالمي.
أما فولتماده، الذي قاد شتوتغارت للتتويج بكأس ألمانيا بعد 18 عاماً من الغياب وسجّل 17 هدفاً في الموسم الماضي، فقد وجد في نيوكاسل فرصة للنمو، ومكاناً يمنحه دقائق كافية في دوري مليء بالتحديات البدنية والفنية.
ونُقل عن رئيس شتوتغارت ألكسندر فيرله، أنّ العرض الإنكليزي كان مفاجئاً ومرتفعاً بما يتجاوز “عتبة الألم” التي نصّوها مسبقاً، وهو ما جعل بيع اللاعب قراراً لا مفرّ منه لمصلحة النادي.
“الأموال تتكلم”
يعد اقتصاد كرة القدم “قلب القصة”. في ألمانيا، الأندية خاضعة لقانون 50+1، الذي يمنح الجماهير والأعضاء سلطة الغالبية ويقيّد دخول المستثمرين الخارجيين. هذا القانون، رغم نبله في حماية هوية الأندية، يحدّ بشدة من القدرة المالية على مضاهاة العروض الإنكليزية.
في صفقة فولتماده، شتوتغارت بدأ بالتفاوض من 100 مليون يورو. بايرن لم يتجاوز 50 مليوناً، بينما نيوكاسل حسم الأمر بدفع 85-90 مليون يورو.
في حالة فيرتز، ليفربول لم يقدّم عرضاً مالياً أكبر فحسب والذي يبلغ نحو 140 مليون يورو، بل قدّم أيضاً حزمة متكاملة تشمل راتباً مرتفعاً ومكافآت تطوّر مرتبطة بالأداء والمشاركة الأوروبية.
وفي هذا الشق يظهر التناقض، فرغم عظمته واقتصاده القوي إلا أنّ بايرن ميونيخ مقيّد بمبادئ التوازن المالي البافاري وبسقف إنفاق لا يمكن تجاوزه بسهولة، بينما أندية “بريميرليغ”، تنأى بنفسها عن قانون 50+1، تستطيع ضخ أموال المستثمرين بحرية شبه مطلقة.
وثمة بُعد تسويقي لعب دوراً لا يقل أهمية، فليفربول يوفّر لفيرتز منصة عالمية تمتد من آسيا إلى أميركا اللاتينية، تجعل منه وجهاً تجارياً جذاباً. أما نيوكاسل، المدعوم من صندوق الاستثمارات السعودي، فهو يبني هوية جديدة قائمة على المواهب الواعدة. قصة فولتماده، “العملاق ذو الانسيابية”، تصلح أن تكون منتجاً تسويقياً مغرياً للجماهير والإعلام في آن واحد.
مفترق طرق
لا تعكس خسارة فيرتز وفولتماده ضعفاً فنياً لدى بايرن ميونيخ بقدر ما تعكس فجوة هيكلية. الدوري الألماني في ظل قانون 50+1، يحافظ على طابعه الجماهيري، لكنه يخسر السباق المالي أمام “بريميرليغ”، أي بات عائقاً مادياً أمام جذب أفضل المواهب. في زمن أصبحت فيه الأموال محرّك التطوير والتسويق، بات من الصعب إقناع المواهب بأنّ البقاء في ألمانيا يكفي لتحقيق طموحاتهم.
بايرن ميونيخ، الذي لطالما كان المحطة الطبيعية لكل ألماني موهوب، يجد نفسه مضطراً الى مراجعة استراتيجيته، وبالتالي البحث عن قاعدة جديدة لجذب اللاعبين في ظل قيود مالية وقانونية تمنع الصفقات الضخمة.
لم يكن صيف 2025 مجرّد سوق انتقالات، بل كان مرآة لعصر جديد. “بريميرليغ” أصبح الوجهة الأولى للنجوم الصاعدين، فيما يقف بايرن و”بوندسليغا” أمام سؤال صعب: هل يكفي الإرث والتقاليد لمواجهة أموال المستثمرين وسحر التسويق العالمي؟ الإجابة تبدو واضحة في عيون فيرتز وفولتماده.
Recommended for you
مدينة المعارض تنجز نحو 80% من استعداداتها لانطلاق معرض دمشق الدولي
طالب الرفاعى يؤرخ لتراث الفن الكويتى فى "دوخى.. تقاسيم الصَبا"
تقديم طلبات القبول الموحد الثلاثاء و640 طالبا سيتم قبولهم في الطب
انجذاب من أول نظرة.. كريم عبد العزيز وهايدي: حب بدأ بتجمع عائلي وزواج 20 عاما
وزير الطاقة والمياه الأفغاني للجزيرة نت: بأموالنا نبني السدود ونواجه الجفاف
الجغبير: القطاع الصناعي يقود النمو الاقتصادي