يُعقد هذا الحدث، الذي سيستمر يومين، من 31 أغسطس إلى 1 سبتمبر 2025، في وقت وصلت فيه التوترات الجيوسياسية بين الشرق والغرب إلى مستويات غير مسبوقة. وبوجود عدة دول أسيوية وروسيا، تُمثل منظمة شنغهاي للتعاون الآن % 42 من سكان العالم، بالإضافة إلى خُمس احتياطيات النفط العالمية و % 45 من احتياطيات الغاز الطبيعي العالمية، ومشاركة مودي، رئيس الوزراء الهندي، تُرسل إشارة واضحة إلى ترامب الذي فرض على الهند عقوبات جمركية مجحفة.
وهكذا تكتسب القمة أهمية خاصة نظرًا لمشاركته، الذي سيطأ قدمه الأراضي الصينية لأول مرة منذ سبع سنوات. ويُنظر إلى حضوره كإشارة واضحة إلى الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، بعد أن ضاعف التعريفات الجمركية الأمريكية على السلع الهندية إلى % 50.
وإن دلت هذه الخطوة على شيء فهي تدل أن جميع جهود البيت الأبيض لاحتواء الصين، إيران وروسيا، والآن الهند، لم تُحقق النتائج المرجوة.
تُعكس مشاركة مودي في قمة منظمة شنغهاي للتعاون تدهور وفتور واضح للعلاقات مع واشنطن. ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة هندية موالية لحزب مودي، أعلن رئيس الوزراء الهندي مشاركته في 6 أغسطس، وهو اليوم نفسه الذي فرض فيه ترامب زيادة جائرة على الرسوم الجمركية على السلع الهندية. بالإضافة إلى مودي و19 رئيس دولة وحكومة آخرين، يحضر القمة أيضًا ممثلون عن عشر منظمات دولية.
وهكذا ساهم ترامب وأكيد عن غير قصد في تحسن العلاقات بين الصين والهند بعد سنوات من العزوف والاهانات المتبادلة، ففي عام 2020، اندلعت اشتباكات دامية على الحدود بين الهند والصين في جبال الهيمالايا. كما أسفرت هذه المواجهة عن مقتل عشرين جنديًا هنديًا و43 جنديًا صينيًا. ولم يتوصل البلدان إلى اتفاق يهدف إلى منع مثل هذه الاشتباكات على الحدود المتنازع عليها إلا في أكتوبر 2024.
ووفقًا لبعض المصادر تعتمد الهند على الصين في % 80 من مكوناتها الإلكترونية، و% 70 من موادها الخام الكيميائية، و % 90 من المعادن الأرضية النادرة التي تتكون من 17 عنصر كيمائيا، كالتربيوم، نيوديم، هولميوم، توليوم، لانتان، سكانديوم الخ، وعلى الرغم من العلاقات الاقتصادية التي تربط البلدين، لا يجوز الإفراط في التفاؤل في منظمة شنغهاي للتعاون التي تقام هذه السنة في تيانجين. وحتى اليوم، يحتفظ كل من البلدين بما يتراوح بين 50 ألفًا و60 ألف جندي متمركزين على الحدود المشتركة.
بالإضافة إلى مودي، سيكون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أبرز الضيوف في قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين. وقد توطدت الشراكة الاستراتيجية بين الصين وروسيا منذ بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا. حيث ترى روسيا والصين أنهما مهددان بالهيمنة الاقتصادية والنقدية من طرف الولايات المتحدة والدولار الأمريكي. وهدفهم المشترك اليوم هو إلغاء اعتمادهم على الدولار الامريكي في تجارتهم وإنشاء أنظمة دفع بديلة لحماية أنفسهم من العقوبات الغربية. كما تهدف منظمة شنغهاي للتعاون أيضًا إلى أن تكون منصة لتنفيذ مشاريع خاصة بالبنية التحتية. ومن الأمثلة التي يمكن لنا أن نذكر هو خط السكك الحديدية بين الصين وقيرغيزستان وأوزبكستان، وخطوط أنابيب الغاز الطبيعي والنفط التي تربط الصين بدول آسيا الوسطى مثل كازاخستان وروسيا.
وبالتالي، قد تُصبح قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين نقطة تحول في توازن القوى العالمية. فبينما يُحاول ترامب شحذ التحالفات التقليدية بسياسته وتحركاته، تستغل الصين، روسيا والهند الفرصة تقديم رؤيتها الخاصة لنظام عالمي متعدد الأقطاب يطلق عليه اليوم “الجنوب العالمي”. ولا تنتهي رمزية الشراكات الجديدة ضد ترامب والغرب في الأول من سبتمبر مع اختتام قمة منظمة شنغهاي للتعاون. فبعد ذلك وفي الثالث من سبتمبر بالضبط، سيجتمع بوتين ومودي وشي مرة أخرى. ومن المتوقع أن يكون الثلاثة مصحوبين بضيوف شرف في العاصمة الصينية بكين. حيث سيُقام عرض عسكري ضخم هناك لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية والفوز على اليابان.
ولهذا السبب دعت الحكومة اليابانية الدول الأوروبية والآسيوية إلى عدم المشاركة في الفعاليات التذكارية التي تُقام في بيكين لإحياء ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية. وأكدت مصادر دبلوماسية أن اليابان تسعى لمنع انتشار ما تعتبره تفسيرًا أحاديا ومغلوطا للتاريخ الحديث. ولطالما اعتبرت الصين هذا اليوم بأنه انتصار في “حرب المقاومة ضد العدوان الياباني” وجزء من “الحرب العالمية ضد الفاشية”. بالنسبة لليابان، تُؤكد هذه المصطلحات غل الصين الصريح، حيث تستعمل عبارات غير لائقة وتلقي اللوم على جانب واحد فقط.
ولذلك تطلب الحكومة اليابانية من الدول الصديقة الامتناع عن استخدام هذه المصطلحات الفجة وعدم تبني هذه الروايات المعادية لليابان، وقد رفضت جل الدول الغربية المشاركة في آخر عرض عسكري في عام 2015، ورغم كل هذه التطاحنات والمناورات الدبلوماسية لا زالت اليابان من المستثمرين الكبار في الصين كما تتصدر اللغة اليابانية قائمة اللغات الأجنبية المحبوبة والأكثر انتشارا وشعبية في جميع الجامعات الصينية، ناهيك عن السلع اليابانية التي تعرف إقبالا كبيرا، لا من سيارات، ملابس، مأكولات، مشروبات، لوازم منزلية، معدات كهربائية وإلكترونية، مفاعلات نووية، معدات بصرية وطبية، بلاستيك إلخ، غالبا ما لا تعكس إرادة الشعوب السياسات الحكومية لبلد ما، كما قال نيوتن ذات مرة: “يبني البشر الكثير من الجدران، والقليل من الجسور”، كما حصل أخيرا في الخطاب الملكي الذي مد يده من جديد إلى الجارة الجزائرية.
Recommended for you
Exhibition City Completes About 80% of Preparations for the Damascus International Fair Launch
Unified Admission Applications Start Tuesday with 640 Students to be Accepted in Medicine
Talib Al-Rifai Chronicles Kuwaiti Art Heritage in "Doukhi.. Tasaseem Al-Saba"
Love at First Sight.. Karim Abdel Aziz and Heidi: A Love That Began with a Family Gathering and 20 Years of Marriage
Afghan Energy and Water Minister to Al Jazeera: We Build Dams with Our Own Funds to Combat Drought
Iron Price on Friday 15-8-2025: Ton at 40,000 EGP