تشيلسي تصدر القائمة بعوائد بلغت 114.5 مليون دولار

قدرة الفيفا على تكرار هذا النموذج هل يتكرر مرة أخرى

الاتحاد الدولي حرص على الشفافية في توزيع الجوائز المالية

الأندية تطالب بإقامة البطولة كل سنتين

شهدت نسخة 2025 من كأس العالم للأندية تحوّلًا كبيرًا في بنية العوائد المالية، مما جعلها الحدث الأضخم على مستوى الجوائز في تاريخ كرة القدم للأندية، وذلك في ظل توسعتها الأخيرة لتشمل 32 ناديًا للمرة الأولى في التاريخ، وتخصيص ما يقارب مليار دولار أميركي كإجمالي جوائز للبطولة، بحسب ما أكدته تقارير عديدة أبرزها تقرير صحيفة El País الإسبانية الصادر في مارس 2025، والذي أوضح أن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قرر توزيع كامل هذا المبلغ على الأندية المشاركة دون الاحتفاظ بأي نسبة منه، في سابقة هي الأولى من نوعها في بطولات فيفا الرسمية.

واعتمدت فيفا في توزيع هذه الجوائز على نظام جديد من شقين: الأول مخصص لمجرد المشاركة ويحمل اسم رصيد المشاركة (Participation Pillar)، حيث حددت مبالغ مختلفة للأندية وفقًا لاتحادها القاري ومكانتها الرياضية والتجارية، فحصلت الأندية الأوروبية مثل تشيلسي وريال مدريد وباريس سان جيرمان على ما بين 12.8 و38.1 مليون دولار فقط مقابل التأهل والمشاركة، في حين منحت الأندية الأميركية الجنوبية مثل فلومينينسي وبالميراس ما يقارب 15.2 مليون دولار، والأندية الآسيوية والأفريقية وأندية الكونكاكاف نحو 9.5 مليون دولار، أما أقل حصة فكانت من نصيب بطل أوقيانوسيا، نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي، الذي حصل على 3.6 مليون دولار فقط.

أما الشق الثاني من التوزيع المالي فكان مرتبطًا بالأداء الرياضي، ويحمل اسم جائزة الأداء (Sporting Performance Pillar)، وتمثل هذا البند في مكافآت مالية تصاعدية حسب النتائج التي تحققها الأندية خلال مراحل البطولة، فعلى سبيل المثال، تحصل الفرق على 2 مليون دولار مقابل كل فوز في دور المجموعات، ومليون دولار عن كل تعادل، وتُمنح الفرق المتأهلة إلى دور الـ16 مبلغًا إضافيًا قدره 7.5 ملايين دولار، و13.1 مليون دولار مقابل الوصول إلى ربع النهائي، ثم 21 مليون دولار في حال التأهل إلى نصف النهائي، ويحصل وصيف البطولة على 30 مليون دولار، في حين يُمنح البطل 40 مليون دولار كجائزة نهائية للفوز باللقب، وهو ما جعل إمكانية حصد أكثر من 87 مليون دولار واردة للأندية التي تحقق أداءً استثنائيًا في جميع مراحل البطولة.

وبناءً على هذا الهيكل المالي الدقيق، تم الكشف عن قائمة الأندية الأعلى دخلًا من البطولة، وتصدرها نادي تشيلسي الإنجليزي بإجمالي عوائد بلغت 114.5 مليون دولار، بعد أن توج باللقب وحقق نتائج قوية في جميع مراحل البطولة، محققًا أعلى عوائد في التاريخ لأي فريق يشارك في بطولة أندية رسمية تابعة للفيفا، ووفقًا لما نشره موقع Sports Illustrated في تقريره المفصل، فقد حصل النادي اللندني على أكثر من 38 مليون دولار كمكافأة مشاركة، و76 مليونًا كعوائد أداء شملت مكافآت الفوز في جميع المباريات تقريبًا، بالإضافة إلى الجائزة الكبرى التي تبلغ 40 مليون دولار لقاء التتويج باللقب.

باريس سان جيرمان حل ثانيًا بعائدات بلغت 106.9 مليون دولار، بعدما وصل إلى المباراة النهائية وخسر أمام تشيلسي، محققًا عددًا كبيرًا من الانتصارات في البطولة، مما جعله من أكثر الفرق استفادة من البند الخاص بجوائز الأداء، فضلًا عن حصته المرتفعة من بند المشاركة بحكم مكانته كنادٍ أوروبي من النخبة، أما ريال مدريد فجاء في المركز الثالث بإجمالي دخل بلغ 82.5 مليون دولار، بعد أن خرج من نصف النهائي، إلا أن الأداء القوي في المراحل الأولى، بالإضافة إلى قاعدة جماهيرية عالمية وقوة تسويقية هائلة، أسهمت في تعزيز عوائده، حتى دون التتويج باللقب.

اللافت في هذه النسخة من البطولة أن الأندية من خارج أوروبا بدأت تنافس ماليًا، وهو ما تجسد في دخول نادي فلومينينسي البرازيلي قائمة الأربعة الأوائل، محققًا 60.8 مليون دولار من العوائد، وهو ما يعد إنجازًا ماليًا كبيرًا لنادٍ ينتمي إلى اتحاد أقل دخلًا تقليديًا مقارنة بنظرائه الأوروبيين، وحسب ما أفاد به تقرير Football Benchmark ، فإن هذه القفزة تعود إلى تميز فلومينينسي في الأداء والنتائج خلال البطولة، بالإضافة إلى الحضور التسويقي المتنامي للكرة البرازيلية على الساحة العالمية.

ومن الأندية الأخرى التي حصدت عوائد لافتة، جاء بايرن ميونيخ خامسًا بـ58.2 مليون دولار، بعد خروجه من ربع النهائي، في حين جاء بوروسيا دورتموند سادسًا بـ52.3 مليون دولار، ما يعكس مدى استفادة الكرة الألمانية من التوسعة الجديدة، أما المفاجأة غير السارة فكانت مع نادي مانشستر سيتي، الذي اكتفى بـ51.7 مليون دولار، رغم قوته المالية والتجارية، وهو ما فسره كثير من المراقبين بخروجه المبكر من البطولة وعدم نجاحه في بلوغ مراحل متقدمة تعزز دخله.

كما أن العديد من الأندية المتوسطة والصغيرة عالميًا، مثل نادي أوكلاند سيتي النيوزيلندي، استفادت من البطولة بشكل غير مسبوق، إذ حصل النادي على ما يقارب 4.6 مليون دولار رغم خروجه من دور المجموعات، وهو ما يعادل أكثر من 60 ضعف ما يحققه النادي من بطولات أوقيانوسيا الإقليمية، بحسب تقرير نشره موقع NBC Sports في يوليو 2025.

وقد أحدثت هذه النسخة من البطولة نقاشًا واسعًا داخل الأوساط الكروية والمالية، حول قدرة فيفا على تكرار هذا النموذج الفريد، خاصة بعد أن أبدت أندية مثل ريال مدريد وفلومينينسي ومانشستر يونايتد رغبتها في أن تُقام البطولة كل عامين بدلًا من أربع سنوات، وهو ما تناقلته وسائل إعلام عالمية مثل SB Nation في تقرير خاص، غير أن فيفا تمسكت بموعدها المقرر كل أربع سنوات بحجة استدامة الموارد وحماية أجندة اللاعبين.

الأمر اللافت أيضًا في هذه النسخة هو حجم الشفافية في توزيع الجوائز المالية، حيث أعلنت فيفا أن جميع العوائد وُجهت مباشرة للأندية دون اقتطاع نسب للاتحاد المنظم، كما خصصت 250 مليون دولار إضافية كصندوق تكافلي لدعم الأندية الأقل دخلًا حول العالم، في خطوة اعتبرها رئيس فيفا جياني إنفانتينو بأنها تمثل بداية “عصر ذهبي لكرة القدم العالمية”، كما جاء في تصريحه الرسمي عبر الموقع الإلكتروني للاتحاد الدولي.