يُعرف الزعفران، التوابل الثمينة المشتقة من زهرة الزعفران (Crocus sativus L)، بفوائده الصحية العديدة التي تتجاوز مجرّد كونه منكّهاً للطعام. تأتي ألوانه البرتقالية الصفراء المميّزة من مادة الكروسين، وهو مركّب يُعتقد أنّ له دوراً رئيساً في فوائد الزعفران المضادة للالتهابات والأكسدة.

بينما يمكن دمج الزعفران في أطباقنا اليومية، فإنّ الأبحاث الحديثة تُركّز على مُكمّلات الكروسين للحصول على فوائده العلاجية.

دراسة حديثة نشرتها مجلة Pharmacology Research & Perspectives، تؤكّد فعالية الكروسين، إذ حلّل الباحثون 13 تجربة سريرية عشوائية شملت بالغين تناولوا مكملات الكروسين.

النتائج الرئيسة

أظهرت الدراسة أنّ مكمّلات الكروسين قلّلت بشكل ملحوظ من مستويات بروتين (سي) التفاعلي (CRP)، وعامل نخر الورم ألفا (TNF)، وإنترلوكين- 6 (IL-6)، وهي جميعها مؤشرات رئيسة للالتهاب في الجسم.

وأدّى تناول الكروسين إلى زيادة كبيرة في إجمالي القدرة المضادة للأكسدة (TAC)، ممّا يُشير إلى قدرته على مكافحة الإجهاد التأكسدي.

ووجدت الدراسة أنّ تأثير الكروسين على مؤشرات الالتهاب كان أكبر في الجرعات التي تزيد عن 30 ملغ/يوم، وفي فترات التدخّل التي تزيد عن 12 أسبوعاً.

الزعفران وصحة الدماغ

تتجاوز فوائد الزعفران مكافحة الالتهاب، إذ تشير دراسات حديثة إلى دوره الواعد في دعم الصحة العقلية والإدراكية. يمتلك الكروسين والزعفران خصائص حماية عصبية تساعد في حماية خلايا الدماغ من التلف الناتج من الإجهاد التأكسدي.

أظهرت العديد من التجارب السريرية أنّ مكمّلات الزعفران قد تكون فعّالة في تحسين أعراض الاكتئاب الخفيف إلى المتوسط، إذ وجدت بعض الأبحاث أنّ فعاليته (بجرعات 30 ملغ/يوم) كانت مماثلة لبعض الأدوية المضادة للاكتئاب المعروفة، لكن مع آثار جانبية أقل. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسات أنّ مكمّلات الزعفران يمكن أن تحسن الذاكرة والوظائف الإدراكية لدى مرضى الزهايمر الخفيف إلى المتوسط، ممّا يفتح الباب أمام استخدامه كخيار داعم لتحسين وظائف الدماغ لدى كبار السن.

تُقدِّم هذه الدراسات دليلاً قوياً على أنّ مكمّلات الكروسين قد تكون خياراً علاجياً واعداً للحدّ من الالتهابات والإجهاد التأكسدي ودعم الصحة العقلية. ومع ذلك، من المهمّ دمج هذه النتائج مع نهج شامل للصحة العامة.

نصائح عملية

في نظامك الغذائي، لا تعتمد فقط على المكملات. استخدم الزعفران في طهيَك اليومي. بينما قد لا توفّر الكميات المستخدمة في الطهي الجرعة العلاجية، إلّا أنّها تساهم في الحصول على مضادات الأكسدة وتعزّز الصحة العامة.

تذكّر أنّ مكافحة الالتهاب والإجهاد التأكسدي تتطلّب أكثر من مجرّد مكمّلات. فحافظ على نظام غذائي متوازن غني بالفواكه والخضروات، ومارس النشاط البدني بانتظام، وأدر مستويات التوتر لديك.

يجب استشارة أخصائي قبل البدء بتناول أي نوع من المكمّلات الغذائية، بما في ذلك مكمّلات الكروسين. هذا مهمّ تحديداً إذا كان لديك أي حالة صحية أو تتناول أدوية معينة، إذ قد يتفاعل الزعفران مع بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية ضغط الدم.