يشهد العالم اليوم تحولًا جذريًا نحو الرقمنة، حيث أصبحت البيانات والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومحركًا رئيسيًا للاقتصادات الحديثة. ومع هذا التحول، لم تعد الحوكمة الرقمية قضية تنظيمية فحسب، بل أصبحت ركيزة أساسية لبناء الثقة بين الشركات والمستخدمين، وبين الحكومات والمجتمعات.
في هذا السياق، تتجلى أهمية المملكة العربية السعودية التي وضعت ضمن مستهدفات رؤية 2030 هدفًا واضحًا يتمثل في بناء اقتصاد رقمي مزدهر قائم على الابتكار والمعرفة. وتصدرت المملكة بالفعل مؤشرات عالمية في مجال الأمن السيبراني، ما يعكس التزامها بتعزيز بيئة رقمية آمنة وموثوقة. وهنا يبرز الدور المحوري للشركات الوطنية، مثل شركة اتحاد سلام للاتصالات “سلام”، في تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس.
في “سلام”، نؤمن أن الثقة هي حجر الأساس في علاقتنا مع عملائنا وشركائنا. هذه الثقة لا تُبنى بالشعارات، بل تُرسخ من خلال ممارسات واضحة وسياسات حوكمة صارمة تضمن أن تكون حلولنا الرقمية قائمة على مبادئ الشفافية والمساءلة. نحن ندرك أن أي خدمة رقمية، سواء كانت متعلقة بالاتصالات أو الحوسبة السحابية أو الذكاء الاصطناعي، لا يمكن أن تنجح ما لم يكن المستخدم مطمئنًا إلى أن بياناته تُدار وتُحمى وفق أعلى المعايير.
من هذا المنطلق، نعمل في “سلام” على تطبيق سياسات حوكمة دقيقة في جميع حلولنا الرقمية، خاصة تلك التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة. هذه السياسات تترجم إلى ممارسات عملية تشمل الامتثال الكامل للوائح الخصوصية الوطنية والدولية، وضمان وجود آليات تدقيق مستقلة عند الحاجة، بما يعزز الشفافية ويؤكد التزامنا بمسؤولياتنا تجاه المستخدمين.
الأمن والخصوصية بالنسبة لنا ليسا إضافات لاحقة، بل جزء أساسي في كل ما نقدمه. لذلك، نعتمد في “سلام” مبدأ الأمان من البداية، وتكون مبادئ الخصوصية والأمان منذ التصميم، بحيث تصبح الحماية مدمجة في بنية كل منتج أو خدمة نقدمها. سواء تعلق الأمر بخدمات الجوال أو الحوسبة السحابية، فإن جميع الحلول تُبنى على أسس تضمن أن البيانات محمية منذ اللحظة الأولى، لتوفير تجربة رقمية آمنة وموثوقة.
لكننا ندرك في الوقت ذاته أن الحوكمة الرقمية لا يمكن أن تتحقق عبر جهود الشركات وحدها. فالمسؤولية مشتركة بين القطاعين العام والخاص، ولهذا نعمل بشكل وثيق مع الجهات الوطنية ذات الصلة، وفي مقدمتها سدايا وهيئة الاتصالات والفضاء والتقنية. هذا التعاون يعكس حرصنا على المساهمة في صياغة أطر تنظيمية متوازنة تحقق المعادلة الصعبة: تشجيع الابتكار مع ضمان المساءلة. فالابتكار لا يمكن أن يزدهر إلا في بيئة يثق فيها المستخدمون بأن حقوقهم محمية، وأن بياناتهم تُدار وفق معايير واضحة.
هذه الجهود المشتركة تسهم في بناء منظومة رقمية وطنية قائمة على أسس متينة من الحوكمة والثقة. ومن خلال هذا النهج، نضمن أن يظل الابتكار مدعومًا بالثقة، وأن يكون المستخدم دائمًا في قلب الرحلة الرقمية. فالتحول الرقمي ليس هدفًا في حد ذاته، بل وسيلة لتمكين الأفراد والشركات والحكومات، ولن يتحقق أثره ما لم يكن قائمًا على علاقة متينة من الثقة المتبادلة.
لقد أظهرت السنوات الأخيرة أن الثقة الرقمية أصبحت من أهم عناصر التنافسية العالمية. الدول التي نجحت في بناء بيئات رقمية قائمة على الشفافية وحماية الخصوصية هي اليوم الأكثر قدرة على جذب الاستثمارات والمواهب. والمملكة، عبر استراتيجياتها المتقدمة في الأمن السيبراني والحوكمة الرقمية، تسير بخطى ثابتة نحو أن تكون نموذجًا يُحتذى به على المستوى العالمي.
“سلام”، باعتبارها لاعبًا وطنيًا رائدًا في قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، ترى في نفسها شريكًا أساسيًا في هذه المسيرة. نحن لا نقتصر على توفير خدمات اتصالات متقدمة، بل نعمل على ترسيخ منظومة متكاملة من القيم والممارسات التي تعزز الثقة الرقمية. فكل مشروع جديد، وكل خدمة جديدة، تُبنى وفق مبادئ الحوكمة والشفافية، لضمان أن يكون المستخدم مطمئنًا وهو يتعامل مع منتجاتنا وخدماتنا.
ويمكن القول إن المستقبل الرقمي للمملكة لن يُبنى فقط عبر الاستثمارات في البنية التحتية أو نشر شبكات الجيل الخامس، بل عبر ترسيخ مبادئ الحوكمة الرقمية. فالمستخدمون اليوم أكثر وعيًا بحقوقهم، وأكثر تطلعًا إلى خدمات آمنة وشفافة. وهذا يفرض على الشركات مسؤولية مضاعفة لتبني ممارسات مسؤولة توازن بين الابتكار والحماية.
إن الحوكمة الرقمية ليست مجرد التزام تنظيمي أو استجابة لضغوط خارجية، بل هي خيار استراتيجي يعكس نضجًا مؤسسيًا وإدراكًا لقيمة الثقة في العصر الرقمي. نحن في “سلام”، نرى أن بناء هذه الثقة يمثل استثمارًا طويل الأمد، يضمن استدامة أعمالنا ويعزز مساهمتنا في تحقيق رؤية المملكة 2030.
في الختام، إن رحلة المملكة نحو مستقبل رقمي مزدهر تتطلب أن تكون الحوكمة الرقمية في صميم هذه الرحلة. فالثقة لا تُمنح بل تُبنى بوعي والتزام، والحوكمة هي الأداة التي تضمن أن هذه الثقة تُترجم إلى واقع ملموس. ومن هذا المنطلق، تؤكد “سلام” التزامها بأن تكون شريكًا فاعلًا في هذه المنظومة، وأن تواصل العمل على تقديم حلول مبتكرة قائمة على الشفافية والحوكمة، واضعةً المستخدم دائمًا في قلب التجربة الرقمية.
Recommended for you
Exhibition City Completes About 80% of Preparations for the Damascus International Fair Launch
Talib Al-Rifai Chronicles Kuwaiti Art Heritage in "Doukhi.. Tasaseem Al-Saba"
Unified Admission Applications Start Tuesday with 640 Students to be Accepted in Medicine
Love at First Sight.. Karim Abdel Aziz and Heidi: A Love That Began with a Family Gathering and 20 Years of Marriage
Afghan Energy and Water Minister to Al Jazeera: We Build Dams with Our Own Funds to Combat Drought
Al-Jaghbeer: The Industrial Sector Leads Economic Growth