تُعد عملية تغيير حفاضات الطفل مهمة يومية أساسية للوالدين، قد تتكرر بين 6 و10 مرات يوميا خلال الأشهر الأولى من عمره.

وتشير بيانات الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال إلى أن الطفل يستهلك نحو 3 آلاف حفاضة في عامه الأول بمعدل 6 حفاضات يوميا، ليصل إجمالي الاستخدام خلال سنوات ارتداء الحفاضات إلى ما يقارب 8 آلاف حفاضة.

هذا الاستهلاك الكبير، إلى جانب ارتفاع الأسعار، يدفع الكثير من الأهالي إلى شراء كميات كبيرة مسبقًا، وهو ما يفتح الباب أمام تساؤلات حول صلاحية الحفاضات، ومدى أمان استخدامها بعد تجاوز تاريخ الانتهاء المدوّن على العبوة.

كما هو الحال مع منتجات الأطفال الأخرى، كحليب الأطفال الصناعي وحتى المناديل المبللة التي قد تفقد رطوبتها بمرور الوقت، يذكر تاريخ انتهاء الصلاحية على عبوات الحفاضات تحت عبارة “يفضل استخدامه قبل”.

ولأن مكونات الحفاضات مصنوعة في الغالب من الورق والبلاستيك، فمن المفترض أن تدوم لفترة أطول من المدة الموصى بها من قِبل الشركة المصنعة، وهي سنتان إلى 3 سنوات.

وبحسب تقرير على موقع “هيلث”، يعود السبب في وضع هذا التاريخ إلى رغبة الشركات في ضمان حصول المستهلك على الأداء الأمثل خلال فترة محددة، حيث يتم اختبار الحفاضات لتحقيق أقصى قدرة على الامتصاص ومنع التسريب، وبعد انتهاء فترة الصلاحية، لا يضمن المصنع نفس الأداء المعلن عنه.

كشف تقرير على موقع “مام جانكشن” عن بعض العلامات التي قد تظهر على الحفاضات تدل على قدمها، من بينها:

ويحدث ذلك عند تتعرض الحفاضات للهواء لفترات طويلة، حيث تبدأ الطبقة الخارجية والمكونة غالبا من مزيج الورق والبلاستيك، في فقدان لونها تدريجيا، وقد تميل إلى اللون الأصفر. كذلك، قد تبهت النقوش المطبوعة على الغطاء الخارجي للحفاضات، خاصة إذا كانت مخزنة لفترة طويلة.

بعض الحفاضات تحتوي على عطور أو مواد ماصة للروائح تضاف أثناء التصنيع لتقليل الروائح الكريهة. ومع مرور الوقت، قد تتفكك جزيئات العطر أو تتأثر بالعوامل الخارجية، مما يؤدي إما إلى اختفاء الرائحة أو تحولها.

الحفاضات المعطرة قد تترك رائحة غير محببة عند الاستخدام إذا كانت قديمة، أما الحفاضات غير المعطرة فقد تكتسب رائحة مختلفة عن المعتاد.

الحفاضات تحتوي على بلورات ماصة فائقة تعمل على سحب السوائل بسرعة. لكن حتى وهي غير مستخدمة، يمكن لهذه البلورات امتصاص الرطوبة من الهواء المحيط إذا كانت العبوة مفتوحة أو مخزنة في بيئة رطبة. هذا الامتصاص المسبق يقلل من قدرتها على الامتصاص عند الاستخدام.

الأجزاء المطاطية في منطقة الساقين والخصر مسؤولة عن إحكام الحفاضة ومنع التسرب. بمرور الوقت، خاصة إذا كانت الحفاضات تحتوي على مطاط أو لاتكس، قد تتحلل هذه المواد وتفقد مرونتها. وتصبح الحفاضة فضفاضة، مما يزيد من احتمالية التسرب.

الحفاضات القديمة أو التي يعتقد البعض أنها منتهية الصلاحية ليست خطيرة بحد ذاتها، لأن مكوناتها، حتى البلورات الماصة، لا تفسد أو تصبح سامة مع الوقت، وفقا لتقرير على موقع “بارينتس”.

لكن التغييرات التي تحدث للحفاضات مع مرور الزمن مثل تغير اللون، أو فقدان جزء من قدرتها على الامتصاص، أو ضعف الأجزاء المرنة، غالبا ما يؤثر في فعاليتها وكفاءتها على الامتصاص.

لذا، ينصح بعدم تخزين الحفاضات لفترات طويلة للحصول على الأداء الأمثل ومنع التسريب.

وفي حال استخدام حفاضة قديمة، يجب مراقبتها أثناء الاستعمال للتأكد من عدم حدوث تسرب، وتغييرها فور امتلائها. كما يجب مراقبة بشرة الطفل، فإذا ظهرت حكة أو طفح جلدي، يفضل التوقف عن استخدامها على الفور.

قد يكون من الحكمة عدم تخزين الحفاضات بكميات كبيرة، خاصة أن الطفل ينمو بسرعة كبيرة خلال الأشهر الأولى. ومع ذلك، ترتفع الأسعار كل يوم عن اليوم الذي يسبقه ولا تستطيع بعض الأسر تحمل أسعار الحفاضات المتزايدة، لذا يمكن تخزين الحفاضات لمدة شهرين على الأكثر، مع الأخذ في الاعتبار مقاسات أكبر.

التغليف: يفضل حفظ الحفاضات في عبواتها الأصلية، وإذا كانت مفتوحة يمكن استخدام جهاز تفريغ الهواء لإغلاقها بإحكام.

ضوء الشمس: تجنب تعريض العبوات لأشعة الشمس المباشرة، ومن الضروري حفظها في خزانة أو صندوق مغلق.

درجة الحرارة: لمنع تلف المطاط واللاصق، يُنصح بحفظها في درجة حرارة الغرفة أو أقل.

الرطوبة: من المهم الاحتفاظ بها بعيدا عن الأماكن الرطبة مثل الحمام، لأن الرطوبة تقلل من كفاءة المادة الماصة واللاصق.

وفي حال تبقت حفاضات غير مناسبة للطفل، يمكن إهداؤها إلى الأصدقاء أو العائلة أو الزملاء إذا كانوا بحاجة إليها، كما يمكن التبرع بها لأسر لديها أطفال، وفي كل الأحوال ستكون هدية قيّمة وعملية تقدرها أي أسرة تنفق مبالغ طائلة على الحفاضات.