دور دولة الامارات في مجال البروتينات البديلة لتعزيز الامن الغذائي ومواجهة التحديات المناخية

رئيس الجامعة المستنصرية سابقا

خبير بيئي دولي

تؤدي دولة الإمارات دورا محوريا في تعزيز الأمن الغذائي من خلال إطلاق أول مركز إقليمي للتميز للأمن الغذائي، والذي تم اطلاقه بالتعاون بين وزارة التغير المناخي والبيئة ومنظمة “الفاو”، حيث سيلعب هذا المركز دورا محوريا في دفع الابتكار والتحول الاستراتيجي في نظم الغذاء على مستوى المنطقة

علما أن وزارة التغير المناخي والبيئة وبلدية دبي تُعدان من الشركاء الرئيسيين في تعزيز الزراعة المستدامة وتقليل هدر الطعام، إذ تعكس هذه الشراكات التزام الإمارات بتعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاستدامة، مما يسهم في توفير بيئة ملائمة لتحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل

ويذكر ان منظمة الفاو للاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051 في دولة الإمارات، والتي تهدف إلى جعل البلاد رائدة عالميا في هذا المجال من خلال تعزيز استدامة نظام الغذاء، وزيادة الإنتاج المحلي، وضمان سلامة الغذاء، بالإضافة إلى دعم منظمة “الفاو” الكامل للبرنامج الوطني “ازرع الإمارات” الذي أطلقه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي “رعاه الله”، والذي يهدف إلى تعزيز التنمية الزراعية وتحسين الأمن الغذائي في دولة الإمارات ومن ضمن الاتجاهات التي تبنتها دولة الامارات هي استخدام البروتينات البديلة لزيادة الامن الغذائي . والبروتينات البديلة عبارة عن مصادر بروتين مشتقّة من مصادر أخرى غير المصادر الحيوانيّة التقليديّة مثل اللحوم، والحليب، والبيض، وتشمل مصادر البروتين النباتيّة بما في ذلك الفول، والعدس، والحمّص، وغيرها

ولا يزال إنتاج البروتينات البديلة صناعة ناشئة من حول العالم، وتحديداً في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي

ومع ذلك، يحظى هذا المجال باهتمام واستثمار متزايد، مع وجود دعم كبير من الحكومات، بحسب ما ذكره أستاذ الاقتصاد في جامعة نيويورك أبوظبي، هيتور CNNبيليجرينا، في مقابلة مع موقع

وقال بيليجرينا، التي تُركّز أبحاثه على تجارة المنتجات الزراعيّة، والأمن الغذائي إنه “مع استمرار نمو طلب المستهلكين على البروتينات البديلة، من المحتمل أن تستمر صناعة البروتينات البديلة في التطوّر، والتوسّع في المنطقة .

والبروتينات البديلة هي – اللحوم المصنوعة من النباتات، أو المزروعة من خلايا حيوانية، أو المُنتَجة بالتخمير – مصممة لتكون مذاقها مماثلاً أو أفضل من المنتجات الحيوانية التقليدية، وبتكلفة مساوية أو أقل. بالمقارنة مع البروتينات المُنتَجة تقليدياً، تتطلب البروتينات البديلة مدخلات أقل، مثل الأرض والمياه، وتُولّد آثاراً خارجية سلبية أقل بكثير، مثل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري والتلوث ومخاطر الصحة العامة الأخرى.

تتوفر للمستهلكين اليوم العديد من الخيارات النباتية والمشتقة من التخمير. ولا تزال منتجات أخرى، مثل اللحوم المزروعة، قيد التطوير بشكل رئيسي.

تُوفر البروتينات البديلة طريقةً أكثر كفاءةً واستدامةً وأمانًا لتلبية الطلب العالمي المتزايد على اللحوم. يُسجل استهلاك اللحوم عالميًا أعلى مستوياته على الإطلاق، ومن المتوقع أن يزداد الطلب عليها بنسبة 50% على الأقل بحلول عام 2050.

وبذلك تتُمكّن البروتينات البديلة من تحديث وتنويع إنتاج اللحوم بطرق تُقلل بشكل كبير من الآثار البيئية لنظامنا الغذائي وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. كما يُمكنها إطعام المزيد من الناس بموارد أقل، وتجنب المساهمة في التهديدات المتزايدة لمقاومة المضادات الحيوية ومخاطر الأوبئة، وتحرير النظم البيئية البرية والمحيطية لاستعادة التنوع البيولوجي وتعافيه

و تعمل دولة الامارات في برامج بناء القدرات وتحليل البيانات لتعزيز تدابير الأمن الغذائي والتوافق مع أفضل الممارسات الدولية، لأهمية التعاون العالمي في مواجهة التحديات العالمية المتعلقة بالأمن الغذائي ومنها تغير المناخ والنزاعات والأزمات الاقتصادية، إذ يواجه 733 مليون شخص الجوع على مستوى العالم .