قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية إن هناك أربع سيناريوهات محتملة لمستقبل غزة بعد نحو عامين من الحرب الإسرائيلية التى دمرت القطاع، ومن بين هذه السيناريوهات احتلال إسرائيل لغزة بالكامل أو وقف إطلاق النار او استمرار الحرب بلا نهاية. وأشارت الوكالة إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيحسم أيا من هذه السيناريوهات سيتم تنفيذه.

وهذا سيعنى إرسال قوات برية إلى المناطق القليلة الباقية فى القطاع التى لم يتم تدميرها تماما، تمثل حوالى 25% من إجمالى مساحته والتى نزح إليها أغلب سكان القتال، نحو مليونى شخص، بما فى ذلك مخيمات المواصى الساحلية. ويمكن أن يؤدى هذا إلى أعداد لا تحصى من الشهداء الفلسطينيين ومزيد من النزوح. كما أنه سيضع حياة الأسرى متبقين لدى حماس، وعددهم 20، فى خطر حقيقى. ويمكن أن يدفع هذا إسرائيل إلى السيطرة الكاملة على القطاع، وأن تصبح ملزمة بموجب القانون الدولى بتوفير الأمن وضمان الاحتياحاتا الأساسية للسكان.

وأشارت أسوشيتدبرس إلى ان إعادة الاحتلال يمكن أن تثير غضباً دوليا وتفر مزيد من العزلة على إسرائيل والولايات المتحدة. وهناك معارضة من داخل إسرائيل لهذا الأمر، من جانب من يخشون على حياة الرهائن، وحذر قادة أمنيون سابقة من مستنقع.

لكن فكرة إعادة الاحتلال تحظى بدعم قوى بين شركاء نتنياهو فى الحكم من اليمين المتطرف الذين طالموا دعوا إلى إعادة ضم غزة وتهجير أغلب يكانها إلى دول أخرى وغعادة بناء المستوطنات اليهودية.

وتبنت هذه المطالب إدارة بايدن ومجلس الأمن الدولى قبل عام، وترسخت فى اتفاق وقف إطلاق النار الذى أنهته إدارة ترامب فى يناير، والذى أسفر عن هدنة استمرت 6 أسابيع وإطلاق سراح 25 رهينة وجثامين ثمانية آخرين، وتدفق للمساعدات الإنسانية.

لكن تخشى إسرائيل أن يسمح انسحابها من غزة لحماس بإعادة بناء آلتها العسكرية والاحتفاظ بنفوذ فى القطاع حتى لو لم يكن لديها قوة رسمية، بما يمهد الطريق لهجوم آخر على غرار 7 أكتوبر، وفقاً للوكالة.

وربما يخشى نتنياهو أن يمضى حلفاؤه المتشددون فى إسقاط الحكومة لو تم التوصل إلى اتفاق مماثل، بما قد يعنى نهاية لسنواته الـ 16 فى الحكم، ويجعله أكثر عرضة لاتهاكات فساد وتحقيقات حول إخفاقاته الأمنية والاستخباراتية فى 7 أكتوبر.

لكن حتى فى حال حدوث ذلك، يقول إن إسرائيل ستواصل خطط لإعادة توطين أغلب سكان غزة فى دول أخرى فيما يزعم أنه سيكون “هجرة طواعية”، إلا أن الفلسطينيين وغالبية المجتمع الدولى يرون ذلك تهجيراً قسريًا ينتهك القانون الدولى.

كما قال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة لوقف مؤقت لإطلاق النار تطلق فيه حماس سراح باقى الرهائن الأحياء وجثامين الآخرين مقابل إطلاق سراح فلسطينيين فى قبضة إسرائيل وتدفق المساعدات وإنسحاب اسرائيلى جزئى. ثم التفاوض بعد ذلك لإنهاء الحرب، لكنها ستظل تطالب بنزع سلاح حماس.

من جانبها، أبدت حماس استعداداً لتسليم السلطة لأطراف فلسطينية أخرى دون التخلى عن سلاحها طالما تحتل إسرائيل الأرض التى يريد الفلسطينيون إقامة دولتهم عليها.

وتشير أسوشيتدبرس إلى أن مزيد من التصعيد العسكرى الإسرائيلى قد يفرض مزيد من التنازلات، إلا أن الرهائن تظل ورقة المساومة الوحيدة المتبقية لدى حماس بعد أن خسرت أغلب مقاتليها وقادتها فى غزة، وفقدت سيطرتها على مناطق كثيرة وتم إضعاف حلفائها حزب الله وإيران.

ومن المقرر أن تجرى إسرائيل انتخابات فى أكتوبر 2026، وربما قبل هذا الوقت، بما يمكن أن يجلب قيادة جديدة حتى لو ظل ائتلاف نتنياهو قائماً.

وخلصت أسوشتدبرس فى النهاية إلى القول بأن حدوث أى من هذه السيناريوهات يتوقف على الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الذى قدم دعما عسكريا ودبلوماسياً هائلاً لإسرائيل، وأثبت أن لديه نفوذ على نتنياهو عندما توسط لوقف إطلاق النار فى يناير الماضى.

ويقول ترامب إنه يؤيد إنهاء الحرب فى غزة وعودة الرهائن، لكنه لم يمارس ضغوطاً على إسرائيل، وقبل تماما شروطها لوقف إطلاق النار. وعند سؤاله مؤخراً عن دعمه لفكرة إعادة احتلال إسرائيل لقطاع غزة، أجاب قائلاً إن الأمر يعود إلى إسرائيل.